الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة الساعات الأخيرة من مهرجان صفاقس الدولي: مارسال خليفة للموسيقى و ثامر و صابر لإنعاش الخزينة و الآمال

نشر في  04 أوت 2014  (15:42)

 يدخل مهرجان صفاقس الدولي في دورته السادسة و الثلاثين منعرجه الأخير بعروض ما بعد عيد الفطر و التي تأتي بعد سلسة أولى من العروض التي أقيمت في شهر رمضان الماضي بفضاء المسرح الصيفي بسيدي منصور و التي تذبذبت فيما بينها من ناحية المواكبة الجماهيرية حيث خيب عرض وائل جسار الافتتاحي آمال الهيئة المديرة من ناحية المردودية المادية و هي التي وضعته بعد أن كان مقررا أن يكون في الدورة الماضية لولا الظروف القاهرة (حادثة استشهاد النائب و السياسي محمد البراهمي في 25 جويلية 2013) وأيضا بالنظر إلى الشعبية المفترضة التي يتمتع بها هذا الفنان في تونس وكان عرض الفن الشعبي " حمودة لسمر – وليد التونسي " أكثر حظا من الحفل الأول بمواكبة جماهيرية أفضل عددا ثم كان عرض المالوف الذي كان من تبعاته بعض التغيرات في البرمجة و في طريقة تسويق العروض .

إلغاءات وحداد و صعوبات مادية و حزام الدعم تحول إلى حزام ناسف

قررت الهيئة المديرة لمهرجان صفاقس الدولي إلغاء عرضي أماني السويسي و رامي عياش بالنظر إلى حالة المهرجان المادية التي بلغت في العروض الأولى خسارة ب أكثر من مائة ألف دينار و أعاد مدير الدورة الدكتور لسعد الزواري ذلك إلى غياب الدعم المالي سواء من سلطة الإشراف أو من المستشهرين الذين أصبح أغلبهم يتجنب المهرجان لسمعة طالته لسنوات طويلة  و تزامن هذا الإلغاء مع إعلان الحداد الوطني إبان استشهاد جنود الوطن لتكون العودة مباشرة بعرض الراب لـ " كافون – حمزاوي – أرماستا  " هذا العرض الذي شهد تحسنا ملحوظا في نسبة الاقبال الجماهيري رغم الحالة النفسية الرديئة التي أصبحت تلازم كل التونسيين تقريبا ثم و في مرحلة موالية قامت الهيئة بنقل عروض " جعفر القاسمي " و " حضرة صفاقس " إلى فضاء المركب الثقافي محمد الجموسي تجنبا لمزيد تعميق الجراح المادية التي أصبحت تهدد بجدية مسألة استكمال الدورة برمتها .

القطع مع عقلية المجانية : بقعة ضوء

في دوراته السابقة كان مهرجان صفاقس الدولية وفيا لعادة التذاكر المجانية التي كانت توزع بأعداد كبيرة مما كان يعطي أعدادا في المدارج تفوق بمرات عدد التذاكر المقتطعة و قد اتجهت الهيئة المديرة لمهرجان صفاقس الدولي هذا العام إلى التعامل مع هذا الأمر على أنه عبأ وجبت إزاحته رغم الوعي المسبق بمشقة الأمر بتوقع ردات الفعل المناهضة لذلك إما بالمقاطعة أو بالمحاربة و هو الأمر الذي انعكس جليا في سهرة " بلطي – سمير الوصيف " حيث لم يكن العدد يتجاوز الألف و خمس مائة الأمر الذي يعود إلى ما ذكرنا و إلى الحالة المادية و الذهنية التي يتخبط فيها المواطن التونسي منذ سنوات جعلته يصنف الثقافي و أحيانا الترفيهي ضمن قائمة الرفاهيات و الكماليات التي يحل تركها  .

مارسال خليفة للموسيقى و ثامر و صابر لإنعاش الخزينة و الآمال 

بقيت ثلاث سهرات على استكمال مهرجان صفاقس الدولي في دورته الحالية وسط تعثر و صعوبات جعلت من نجاح الدورة أمرا ثانويا أمام استكمالها و سيكون الموعد في 6 أوت مع الفنان العربي الكبير " مارسال خليفة " و الفنانة " أميمة الخليل " و لأن يعد هذا العرض كبيرا بكل المقاييس بالنظر إلى التاريخ الفني   لسعادة السفير " مارسال " كما يقدمه " محمود درويش " الشاعر العربي الكبير فإن السنوات الأخيرة و التي أحيا فيها عروضا في صفاقس و غيرها شهدت نوعا من ابتعاد الجمهور آخرها عرض هذه الصائفة في مهرجان قرطاج و يبقى هذا العرض رغما ذلك أحد أهم العروض التي تمت برمجتها في مهرجان صفاقس هذا العام بالنظر إلى قيمته الموسيقية و الفنية كما سيكون الموعد أيام 7 و 10 أوت مع كل من الفنان المصري " ثامر حسني " و التونسي " صابر الرباعي " الذي يبقيان الأمل الأخير ربما لإنقاذ خزينة المهرجان وسط دورة استثنائية بكل المقاييس انطلقت بخلاف بين هيئتين منصبة و مستقيلة و توشك أن تنتهي بعجز مالي و لكن بنفس تأسيسي وجب الإبقاء عليه و تدعيمه في قادم السنوات .